حبـ تراكمت عليهـ التربة ...
بقلم lovely_star
وبدون إي مقدمات تجمد سعيد ... أخذ يحدق في تلك الفتاة المحجبة وكأنه رأى شبحاً ... بقلق أمسكت زوجته يده :
- سعيد ؟؟!!
والعرق يغرق جبهته وبصوت مبحوح مرتجف :
- خلينا نمشي من هنا ...
بحيرة وقلق بنفس الوقت :
- ليه ... الأولاد مستانسين ... وكمان مالنا إلا ساعة وإحــ....
وقف بحدة , وبعصبية وبصوت خفيض :
- يكفي ... يلا أنا بالسيارة ....
وبدون أن ينتظر رد ترك المكان بسرعة , ولم يستطيع مقاومة نظرة أخيرة إلى تلك الفتاة التي ما إن وقعت عينها عليه عقدت حاجبيها وكأها تعرفه ....
إحتارت زوجته لأمره لكنها جمعت الأغراض بسرعة ثم نادت الأطفال ... وبالقوة وتحت صراخ الأب ركب الجميع السيارة ....
وعند الإشارة زفر في ضيق , ثم قالت زوجته بضيق أكبر :
- على الأقل كان ساعدتني في جمع الأغراض ... فجأة وبدون مقدمات تقرر وتركب السيارة ولا كأن لنا أهمية في حياتك ؟؟
عاد العرق يتصبصب على جبهته ... وبصوت مخنووق :
- هند ... هذا مو وقته ؟؟؟
رفعت حاجبيها في وجهه وقالت بغضب :
- ومين هند هذي ؟؟؟؟
أضائت الإشارة الخضراء .. وضغط دواسة الوقود بقوة مما جعل السائقون الإعتراض على هذه الهجمة المفاجئة ......
***********
في المنزل وبعد أن نام الصغار أخيراً وهدأ البيت ... كانت زوجته مستلقية على السرير ومن الواضح من تنفسها أنها لم تنم بعد ...
- مريم ....
بسخرية مريرة :
- ما كان إسمي هند .. والله يعلم مين هند هذي ...
بعد ربع ساعة إستطاع فتح فمه :
- سامحيني مريم .... والله بدون شعور سويت كل هذا ....
لم ترد ... هل إستسلمت للنوم ..
ثم إستلقى جوارها ... وبعد ربع ساعة أخرى سألت بلهجة قلقة :
- سعيد ؟!!! مين هند ؟؟؟؟
يرغب أن يخبرها من هي هند ... لكن ترى هل هي ستفهم من هي هند ...
هند كانت كل حياته وهدفه بالحياة .... هند كانت بطلة أحلامه ... وملهمة قصائدة ...
لم يكن يتصور أن يكون الرد عندما خطبها من أبيها هو الرفض ...
لماذا ؟؟؟ لأنها مخطوبة ... أو ......... محجوزة ...
يتذكر كلام أبوها :
- إنت رجال .... وماعليك كلام .... لكن البنت مالها إلا ولد عمها ....
كانت تزوره الكوابيس إلى أن مرت عدة أيام من زواجها ... عندها فهم أن هند لم تكن من نصيبه ... وتزوج هو مريم التي أعطته حنانها وحبها فتعلق بها ....
وبعد مرور ثلاث سنوات من زواج هند توفي زوجها .... إنصدم الجميع ... وإجتمع الكل ليعزي مريم لوفاة زوجها بينما فتح قلبه لها من جديد ... وبعث الحب الذي دفن لشهور طويلة وعاد إليه شوقه لها ..
ثم إنتبه إلى حقيقة مؤلمة ..
فهو الأن يحب زوجته مريم ولديه أولاد منها ... وكانوا يعيشون بسعادة .... مستقرين ...
فلو أن هند كانت من نصيبه لتزوجها من ثلاث سنوات وليس بعد أن توفي عنها زوجها ...
مرت ليال يتقلب بحيرته ... وسأل أصدقائه .. منهم من قال تزوج ونهم من قال "إنساها وكمل مع زوجتك" ......
ثم قرر ... أن ينسى هند ...... ويكمل مسيرة حياته مع مريم .... وكلما سجد لله سجدة قال من أعماق قلبه :
- يارب ... إرزق هند من يسعدها ويهنيها ويسترعليها ... هي وأولادها ....
تمت بحمد الله ..